تُعتبر دراسة الأصول الجينية من الأدوات الفعالة لفهم التاريخ البشري وتنوعه وتحديد الأصول العميقة للهوية الوطنية. وفي هذا السياق نتناول الدراسة الجينية المعنونة ب《Study of blood group polymorphisms (ABO and Rhesus Duffy) among the Arabic-speaking population in the Beni Mellal Plateau》 والتي سلطت الضوء على سكان بني ملال وجماعة بني هلال في دكالة، حيث تشير نتائجها إلى وجود أصول عربية قوية لدى القبيلتين. من خلال هذه الدراسة، يتمّ تعزيز الفهم حول الروابط الثقافية والتاريخية بين القبيلتين، مما يسهم في إثراء المعرفة حول التراث العربي في المنطقة.
تركز هذه الدراسة على التوصيف البشري المنشأ للسكان العرب الذين يسكنون هضبة بني ملال التي تفصل بين السكان البربر في الأطلس المتوسط والسكان العرب في جنوب المغرب ؛ وتحديد الروابط والقرابة الجينية بينهم وبين باقي الشعوب المجاورة لفهم أصلهم ومكان إنحدار أجدادهم ؛ وتم من أجل هذه الغاية تحليل 131 فردًا أن هذه المجموعة السكانية ؛ كما شملت الدراسة عينات من جماعة بني هلال الواقعة في دكالة .
جاء في مقدمة (Abstract) الدراسة : ” وتكشف المسافات الجينية المقدرة على أساس هذه العلامات الأربع أن سكان بني ملال وسكان منطقة بني هلال ينتمون إلى نفس المجموعة الفرعية مع سكان الشرق الأوسط. يمكن أن يعزى هذا إلى الأصل العربي الشرقي (“المشرق”) لهذين السكانين العرب المغربيين “.
إقرأ أيضا:القبائل العربية في الأندلسبحيث أن العلماء تبين لهم عند تحليل السكان الناطقون بالعربية في بني ملال وجماعة بني هلال بدكالة أنهم أكثر إرتباطا بالشرق الأوسط مما يؤكد أصلهم المشرقي العربي حسب المراجع التاريخية ؛ جاء في ملخص الدراسة (Resume) الدراسة : ” فإن تقدير المسافات الوراثية لجميع العلامات الأربعة التي تم تحليلها يبين أن هذه السكان وكذلك السكان العرب المغاربة في بني هلال، يقعون في مجموعة فرعية تجمعهم مع سكان الشرق الأوسط، والتي يمكن أن يفسر الأصل الشرقي لهاتين المجموعتين “.
وتبين أيضا بشكل يقيني أن عرب بني ملال وجماعة بني هلال بدكالة هم أقرب جينيا للسعوديين واليمنيين بشكل كبير مما يؤكد إنتمائهم الأصلي لهذه المناطق ؛ بحيث جاء في خاتمة الدراسة : ” تتيح لنا نتائج هذا التحليل أن نستنتج أن السكان الناطقين بالعربية في بني ملال يمثلون أقل المسافات الجينية من سكان الشرق الأوسط وخاصة سكان المملكة العربية السعودية واليمن، مما يشير إلى أصلهم المحتمل لهذه المنطقة “.
إقرأ أيضا:كتاب المقاومة وجيش التحريرونشير في ختام هذا المقال أن الأصل المشرقي العربي لسكان بني ملال الناطقون بالعربية أكدته دراسة جينية أخرى صادرة سنة 2021 تحت عنوان : 《Contribution to The Anthropogenetic Study by The Blood Systems of The Arabophone Population of Beni Mellal Area》إذ جاء في نتائجها : ” تسمح نتائج هذا التحليل باستنتاج أن السكان العرب في بني ملال يمثلون أضعف المسافات الجينية بين سكان المشرق الأوسط وخاصة المملكة العربية السعودية واليمن، وهو ما يفسر أصلهم المحتمل لهذه المنطقة. ويرجع ذلك أساسًا إلى الترددات المرتفعة نسبيًا للأليلات Fyo و s التي تميز السكان العرب الشرقيين كما قدمها كافالي-سفورزا في عام 1994 “.
وبذالك تكون الدراستين معا حسما بشكل يقيني وعلمي على أن سكان بني ملال الناطقون بالعربية هم عرب جينيا كذالك وليس فقط لغويا وثقافيا ؛ وهو ما يوافق تاريخ القبيلتين والمنطقتين .
____
● يمكن تحميل الدراستين المعتمدتين في المقال هنا :
الدراسة الأولى ؛
الدراسة الثانية ؛
إقرأ أيضا:معنى أغنية تك شبيلية تيوليولا