في الإسلام، التوكل يجمع بين الاعتقاد بالقضاء والقدر وبين استخدام الأسباب التي حددها الله. هذا يعني أن المؤمن يجب أن يعتمد بشكل كامل على الله، مع الإيمان بأن كل شيء هو قدره ونعمته، وفي الوقت نفسه، يجب أن يستخدم الأسباب التي حددها الله. ليس من ضمن التوكل تعطيل الأسباب أو الامتناع عن العمل بها، بل على العكس تماماً، ينشط المؤمنون يأخذون بالأسباب ويلتحقون بها. هذا واضح في قصة مريم عليها السلام، حيث قامت بهز جذع النخلة وفقًا لأوامر الله، مما يدل على تطبيق أمر الله وليس تجاهل الأسباب. رزق مريم وغيرها من الأشخاص الذين حصلوا على كرامة خاصة يكشف فقط عن فضل وعطاء الله، وليس دعوة لتجنب الأعمال اليومية والسعي الطبيعي للحياة. كما يؤكد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ” على أهمية الاجتهاد والعمل لتحقيق النفع والفائدة. وبالمثل، يدعونا القرآن الكريم في قوله “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ” للاستغفار واتخاذ الوسائل المتاحة لدينا أثناء سعينا لطلب القوت والحاجة إليه. بالتالي، يمكن القول أن التوكل الحقيقي يشمل اعتمادنا على الله جنباً إلى جنب مع اتباع نهج مدروس قائم على الأدوات والموارد المقدمة للإنسانية.
إقرأ أيضا:هرطقات الفايد- إذا مات شخص عن بنت ابن، وابن ابن ابن، فكيف تقسم التركة؟
- هل يجوز التهليل والتحميد وذكر الله أثناء سماع القرآن أو أثناء التواجد في مجالس الذكر؟
- نقطة الضعف
- السؤال حول الفرائض... امرأة ماتت وليس لها أبناء، وتركت زوجا وأخوين، الأكبر أخ لأب، والآخر أخ شقيق، ا
- تقدمت لخطبة فتاة منذ 4 سنوات، وهي من عشيرتي وأقربائي، فرفضني أبوها بدون عذر أو سبب، وأنا لدي مكان جا