تعود أصول تسمية التاريخ الهجري إلى الحدث المحوري الذي شكل منعطفًا حاسمًا في تاريخ الإسلام، وهو هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة. وقد أدى هذا التحول الجذري إلى تغيير كبير في مجريات الأحداث السياسية والدينية، حيث شهدت تلك الفترة تأسيس مجتمع مسلم جديد وقوة سياسية ناشئة. ولذلك، فقد اعتمد المؤرخون العرب المسلمون الهجرة النبوية كنقطة انطلاق لتقويم جديد يُميّز بين الحقبتين الرئيسيتين لما قبل وبعدها.
مع ازدياد نفوذ الدولة الإسلامية وانتشار الحكم الراشدي، برزت ضرورة اعتماد نظام زمني موحد لإدارة شؤون الدين والسياسة والتجارة وغيرها من المجالات المهمة. وهكذا، ظهر التقويم الهجري كحل مناسب يلبي هذه الاحتياجات الملحة. ويُمثل العام الأول للهجرة لحظة فاصلة في تاريخ العرب المسلمين، إذ يشير إلى بدايات عصر النهضة السياسية والدينية لهم. ولم يكن الأمر مجرد نقل جغرافي لنبي الإسلام وأتباعه، ولكنه أيضًا رمز للمقاومة ضد الظلم وتعزيز رسالة الإيمان الناشئة التي انتشرت بسرعة خارجه حدود الجزيرة العربية المحدودة آنذاك. ومن ثم، فإن اعتبار أول سنة للهجرة مؤشرًا أساسيًا للأ
إقرأ أيضا:كتاب مبرهنة فيرما الأخيرة