تتمتع مدينة جبل طارق بتاريخ غني ومعقد يعكس التقاء حضارتين متوسطيتين – العربية والإسلامية من جهة، والبرتغالية والإسبانية والبريطانية من جهة أخرى. تأسست هذه المدينة الاستراتيجية منذ القدم، حيث ورد ذكرها في الكتابات الرومانية قبل أن تصبح مركزًا مهمًا للعرب المسلمين الذين سماها “الرقام” ثم غيروها فيما بعد إلى “جبل طارق”. امتدت السيطرة الإسلامية على المنطقة لأكثر من ستة قرون حتى انتزعت منها يد الصليبيين. وفي القرن الخامس عشر، شهدت المدينة حقبة برتغالية مميزة ببناء قلعتي الدفاع الرائعتين: القلعة البيضاء والقصر الحميد، اللاتي تجسدتا في تصميمهما الهندسي عبقرية الفن المعماري الإسلامي وروعة التصميم الأوروبي الحديث.
بعد الفترة البرتغالية، تولت إسبانيا زمام الأمور لكن لم يدم الأمر طويلاً؛ إذ تمكن البريطانيون من تحقيق نصر ساحق ضد القوات الإسبانية والأفريقية خلال الحرب العالمية الأولى ليصبح جبل طارق رسمياً جزءاً من المملكة المتحدة. حالياً، تعتبر المدينة متحفاً مفتوحاً لتاريخ الحياة البحرية والحركة التجارية النابضة بالحياة في البحر الأبيض المتوسط. يتميز جبل طارق بتعدد ثقافاته ون
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : العود الصنابي