في العصر العباسي الثاني، شهد شعر الغزل تطورًا ملحوظًا أضاف بعدًا جديدًا ومتنوعًا لهذا النوع الأدبي الراسخ. فقد اتسم هذا التجديد بتركيز أكبر على التعبيرات الجمالية والعاطفية الشخصية، مستخدماً الصور والألفاظ ذات المعاني المزدوجة والمعقدة. قاد هذا التحول مجموعة من الشعراء الكبار أمثال أبو نواس وأبو الحسن علي بن زريق البغدادي وبشار بن برد وغيرهم ممن قدموا نظرة فريدة للحب والشوق والرومانسية.
اختلفت طبيعة شعر الغزل في تلك الفترة عن سابقتها؛ إذ لم يعد يركز فقط على وصف الجمال الخارجي للمحببة، بل توسع ليحتوي على أحاسيس القلب وآلامه الرومانسية وإعجاباته العقليّة والعقلانيّة أيضًا. إحدى السمات الرئيسية لهذه الحقبة كانت الاعتماد المكثف على الإيحاء والدلالة البيانية، حيث ابتكر الشعراء طرقًا مبتكرة لتشفير معانيهم خلف عبارات ظاهرة، مما خلق طبقات متعددة لقراءة وتفسير القصائد.
إقرأ أيضا:الحايك العربي المغربيبالإضافة لذلك، ظهرت مواضيع جديدة مثل وحدة النفس بين المحبوب والمُحب واستخدام رموز الطبيعة لنقل المشاعر البشرية. مع مرور الزمن داخل نفس العصر ذاته، تغير شكل وشكل كتابته بشكل كبير
