الهوية والمصير هل يخضع السياسيون لحكم خوارزمي؟

في النقاش المثير للتفكير حول استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة الشأن العام، يبرز قلق مشترك بين عبدالعالي المرابط ومجدولين العروي بشأن تأثير الاعتماد الكامل على الخوارزميات الذكية في اتخاذ القرارات السياسية. يرى المرابط أن تسليم مصير الدول لقرارات الكمبيوتر المدعومة بخوارزميات ذكية، حتى لو كانت مقيدة بالقيم والأخلاق الإنسانية، يمثل تحديًا أخلاقيًا كبيرًا. يجادل بأن هذه الخوارزميات، رغم تطورها، تبقى أدوات فاقدة للوعي الذاتي والحكم المستقل، مما قد يؤدي إلى تراجع الحقوق السياسية وتحويل الشعوب إلى عبيد لهذه التقنية الجديدة. تتفق معه مجدولين العروي، مشيرة إلى أن الخوارزميات غير قادرة على إدراك وفهم القيم الإنسانية الأساسية كالعدالة والحرية بنفس طريقة البشر. تحذر من أن تسليم كامل لقدرنا أمام أجهزة بعيدة عن التعاطف والعواطف سيؤدي إلى فقدان جزء أساسي مما يجعل مجتمعاتنا حرة واستقلالية. بالتالي، يدعو النقاش إلى توازن دقيق بين الاستفادة القصوى من القدرات التقنية الحديثة واحترام طبيعتنا الفريدة ككائنات بشرية متأملة ومتخيرة.

إقرأ أيضا:مساحة حوارية: كم تكلفنا الفرنسة؟ كيف نحسب خسائر انحراف السياسة اللغوية في منطقتنا؟
السابق
التوازن الروحي والمادي رؤية إسلامية
التالي
التوازن في تعزيز العلوم ضرورة للتنوع والتقدم

اترك تعليقاً