التطرف الديني بين الخطاب السلفي والجهادية المعاصرة

التطرف الديني بين الخطاب السلفي والجهادية المعاصرة يتجلى في الاختلافات الجذرية بين السلفية التقليدية والجهادية الحديثة. السلفية، التي نشأت كرد فعل ضد التأثيرات الغربية والتصوف، تؤكد على العودة إلى الكتاب والسنة لتحقيق حياة تقوى واستقامة شخصية. في المقابل، الجماعات الجهادية المعاصرة مثل القاعدة وداعش، رغم ادعائها الانتماء إلى التقاليد الإسلامية، تتبنى مواقف متطرفة تتعارض مع الأسس الأساسية للسلفية الكلاسيكية. بينما يدعو السلفيون إلى السلام الداخلي والخارجي، يشجع الجهاديون العنف والإرهاب لتحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية. هذا الانشقاق يمكن تفسيره جزئيًا بالتغيرات الاجتماعية والثقافية التي أعقبت الحكم الاستعماري والفترات الانتقالية الهشة للدول الجديدة. هذه البيئة المضطربة تساهم في ظهور مجموعات تسعى لتطبيق رؤيتها الخاصة لإعادة بناء النظام الاجتماعي عبر وسائل قسرية. بالإضافة إلى ذلك، يلعب الأفراد ذوي الأفكار المتشددة دورًا في تشويه التعاليم الدينية لتحقيق أغراض سياسية أو شخصية، مما يؤدي إلى تأويلات ضيقة وآراء فردانية لها آثار مدمرة.

إقرأ أيضا:گر (إعْتَرِف)
السابق
العنوان التوازن بين الخصوصية والشفافية في العصر الرقمي
التالي
العنوان تحديات مستقبل الطاقة المتجددة في الدول العربية

اترك تعليقاً