مصادر القواعد الفقهية هي الأسس التي يقوم عليها البناء الفقهي، وتشمل الكتاب والسنة بألفاظهما ومعانيهما ومقاصدهما العامة. هذه القواعد هي أصول ومبادئ كلية تُصاغ في نصوص موجزة تتضمن أحكاماً تشريعية عامة تُطبق على الحوادث التي تدخل تحت موضوعها. بدأ تدوين هذه القواعد بعد استقرار المذاهب الفقهية وقل الاجتهاد، حيث أصبح أصحاب كل مذهب يخرجون الفروع على أصول إمام مذهبهم. أول من جمع هذه القواعد هم الأحناف، حيث جمع الإمام الدباس الحنفي أهم قواعد أبي حنيفة في سبع عشرة قاعدة كلية. تتابع العلماء بعد ذلك في تأليف القواعد في كل مذهب، وجمعوها في كتب متخصصة. من أشهر هذه الكتب “أصول الكرخي” للكرخي و”أصول الفتيا” للخُشني للأحناف، و”الفروق” للقرافي و”المنهج المنتخب” للتجيبي للمالكية، و”قواعد الأحكام” لابن عبد السلام للشافعية، و”القواعد النورانية” لابن تيمية للحنابلة. وقد تطور صيغ القواعد الفقهية وأساليبها عبر التاريخ، مما يعكس رسوخ الفقهاء في الفقه واطلاعهم الواسع على مصادره.
إقرأ أيضا:خط العلامة محمد بن الأمين الحسني بوخبزةمصادر القواعد الفقهية دراسة في أصولها وتطورها عبر التاريخ
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: