أبعاد الحكمة الإلهية في وجود إبليس دراسة فقهية وأخلاقية

في سياق العقيدة الإسلامية، يُعتبر وجود إبليس جزءاً لا يتجزأ من الخلق الرباني، وهو ما يشير إليه القرآن الكريم والسنة النبوية. هذا الوجود ليس مجرد واقعة تاريخية بل له دلالات عميقة وغاية سامية. فهم حكمة الله تعالى في خلق إبليس يساعد المسلم على تصحيح تصوراته حول هذا الكيان الغامض ويعزز إيمانه وتقيينه لله سبحانه وتعالى. إبليس، الذي كان من الملائكة ورفض السجود لآدم، أصبح شيطاناً بعد طرده، مما يوضح أن طبيعته البشرية تحمل القدرة على الخير والشر معاً. هذه القصة تؤكد قوة الاختيار الحر للإنسان وعدم إمكانية إرغامه على فعل شيء ضد مراداته، وتشكل صورة واضحة للنزاع المستمر بين الحق والباطل داخل كل نفس بشرية. قدرة الإنسان على مقاومة وسوسة إبليس تمثل انتصار الروح على الجسد وانتصار الأخلاق الفاضلة على الرذائل. وجود إبليس كنظام توازن ضمن نظام الحياة الأسمى الذي وضعه خالق الكون جل وعلا، حيث تُظهر تحديات الشيطان وفتناته مدى قوة المؤمن في الصبر والثبات أمام المحن والإغراءات المختلفة. دور إبليس كمختبر للإيمان والحزم يعد أحد جوانب الحكمة الإلهية البارزة فيما يتعلق بخلق العالم وتحقيق العدالة الإلهية فيه. ينبغي للمسلمين النظر إلى قصة إبليس باعتبارها تحذيراً ومثالاً للابتلاء والتوجيه نحو الطريق

إقرأ أيضا:كتاب أساسيات الكيمياء الحياتية
السابق
إليكيا الهراسي رحلة رجل دولة مغربي بارز
التالي
إعادة تعريف الفقر منظور جديد للتنمية البشرية المستدامة

اترك تعليقاً