مالك بن أنس الأصبحي الرمليّ، أحد أبرز علماء الحديث والفقه الإسلاميين في القرن الثاني الهجري، ولد في المدينة المنورة التي كانت مهد تعلمه وتطور شخصيته العلمية والعقائدية. تأثر مالك بشكل كبير بمدرسة المدينة، مما جعلها نقطة انطلاقته نحو النبوغ الأكاديمي الديني. من أشهر مؤلفاته كتاب “الموطأ”، وهو أول موسوعة فقهية منظمة حسب الموضوعات، والمعروف أيضًا باسم “موطإ المدني”. يجمع هذا الكتاب بين أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم واتباع الصحابة رضوان الله عليهم، وقد حقق شهرة كبيرة وأصبح مرجعاً أساسياً لدى الفقهاء والحنفية خاصةً. وضع مالك قواعد ثابتة للفقه الإسلامي وتأثر بإجماع أهل المدينة ومشيخة زمن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. بالإضافة إلى مواهبه الأدبية والروائية المتألقة، كان إتقانه للشعر علامة فارقة أخرى جعلته مميزاً وسط نظرائه آنذاك. كما شارك في جمع القرآن الكريم تحت قيادة الإمام عبد الله بن جعفر القرشي أثناء فتنة بني أمية، مما أكسبه مكانة عالية باعتباره حافظاً لكتاب رب العالمين. توفي مالك رحمه الله سنة هجرية الموافق لسنة ميلادية، تاركاً خلفه تراثاً عظيماً وطابعاً خاصاً لحركة تدوين الأحكام الشرعية ونقل الأخبار الصحيحة حول حياة الرسول الكريم وسير
إقرأ أيضا:اسمك بالعربية: التغيير يبدأ من عندك أولا !
السابق
مدنية الرحمة مكانة المدينة المنورة في الإسلام
التاليأزمة المساعدات الإنسانية في سوريا تحديات وتداعيات مستمرة
إقرأ أيضا