سورة الذاريات، التي تحمل اسمها نسبةً إلى بداية الآية الأولى والتي تتحدث عن الرياح، هي سورة مكية مبكرة في القرآن الكريم. تقع ضمن الجزء الثلاثين وتتكون من ستين آية وفقاً للتعداد الكوفي. تأتي هذه السورة بعد سورة الأحقاف وقبل سورة الغاشية في الترتيب النزولي. تركز السورة على تأكيد الحقيقة النهائية للحساب والحياة الآخرة، وتقدم العديد من القصص التاريخية لحملة رسائل الربوبية القديمة، مثل نوح وعاد وثمود ولوط وشعيب، لتوضيح كيفية التعامل مع الإنكار والاستهانة بغضب الخالق. تؤكد السورة على أن يوم القيامة ثابت لا مرد له، وتستشهد بالنيران كمصدر شر مستدام لمن ضلوا طريق الحق. كما تعرض بركات الجنة لمن يؤمنون ويعملون صالح الأعمال، وتستخدم جمال الطبيعة والإبداعات الإنسانية كبراهين واضحة لدليل وجود قادر واحد. تسلط السورة الضوء على مهمة النبي في توجيه الناس نحو الطريق الصحيح دون فرض الاختيار عليهم، مؤكدةً أن رضوان الرحمان هو الهدف الوحيد الذي يمكن الوصول إليه باتباع أوامر الله وغفران الذنوب.
إقرأ أيضا:كتاب فيزياء الطاقة الشمسيّة
