تعود أصول التعليم النظامي في الإسلام إلى الفترة التي تلت وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كانت هناك حاجة ملحة لتثبيت الأحكام والشرائع الإسلامية الجديدة. بدأت العملية التعليمية عبر المدارس، ولكن لم تتخذ شكلاً رسمياً إلا خلال عهد الخلفاء الراشدين، حيث فتح علي بن أبي طالب رضي الله عنه باب العلم أمام الجميع بغض النظر عن العرق أو الأصل الاجتماعي. هذا الفتح يُعتبر بداية عصر النهضة الثقافية والعلمية في الإسلام. ومع ذلك، كان الاهتمام الأكبر بتأسيس المدارس تحت حكم الدولة الأموية، وبالتحديد في عهد الوليد بن عبد الملك. في هذه الفترة، تم بناء أول مدرسة إسلامية تُعرف باسم دار الهجرة بالقرب من المسجد النبوي في المدينة المنورة. كانت المدرسة تحتوي على قسمين رئيسيين: واحد للتلامذة الصغار وآخر لتعليم البالغين. شمل البرنامج الدراسي القراءة والكتابة والحساب، إضافة إلى دراسات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والفقه والقواعد العربية. مع مرور الوقت، انتشرت فكرة بناء المزيد من المدارس في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، مما أدى إلى ازدهار المعرفة والثقافة بشكل كبير. ظلت هذه المؤسسات تركز على نشر الفهم العميق للدين والإرشاد الأخلاقي جنباً إلى جنب مع المهارات العملية اللازمة للحياة اليومية.
إقرأ أيضا:كتاب جغرافيا البحار والمحيطات وأحواضهاالأصول التعليمية الأولى للإسلام قصة أول مدرسة
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: