البداية الدقيقة للسنة الهجرية فهم جذور التاريخ الإسلامي

تعود بداية السنة الهجرية إلى قرار استراتيجي اتخذه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وهو حدث شكل نقطة تحول رئيسية في تاريخ العالم الإسلامي. قبل هذا القرار، كان العرب يعتمدون تقويمًا قريبًا من النظام القمري الحالي، ولكن تحديد السنوات كان مبنيًا على أحداث بارزة وليس على نظام زمني ثابت. بعد اجتماعات مطولة بين الصحابي الجليل عمر بن الخطاب وأبو موسى الأشعري، اتفق الجميع على استخدام هجرة الرسول كعلامة فارقة لبداية التقويم الإسلامي. رغم أن بعض المؤرخين يشيرون إلى أن رحلة الهجرة بدأت بالفعل خلال شهر محرم، إلا أن المحرم أصبح الشهر الأول في السنة الهجرية. هذا التقويم الجديد لم يكن مجرد تغيير في التسميات، بل كان تجسيدًا لثقافة العرب وممارساتهم الدينية والاجتماعية، حيث استمدت أسماء الأشهر من الحياة اليومية للعرب وعاداتهم.