تعريف اللسانيات عند دوسوسير نظريات ودراسات مستقبلية

عرّف دوسوسير علم اللسانيات بأنه دراسة شاملة وموضوعية لطبيعة اللغة والإمكانات الخفية التي تكمن خلف هيكلها. الهدف الرئيسي لعلم اللسانيات، وفقًا لسوسير، ليس مجرد وصف اللغة، بل فهم بنيتها الداخلية وكيف تساهم تلك البنية في عملية التواصل البشري. قدم سوسير تقسيمًا ثلاثيًا للأبعاد اللغوية الرئيسية: اللغة، اللسان، والكلام. اللغة هي البنية العامة للشفرة اللغوية، اللسان هو النظام الخاص لكل فرد يمكنه استخدام هذه الشفرة بشكل فعال، والكلام هو الأداء الشخصي الفريد لاستخدام اللغة. كما اقترح سوسير مفاهيم أساسية أخرى مثل الدال والمدلول، حيث يشير الدال إلى الجانب الصوتي لكلمة معينة بينما يدل المدلول على المعنى المرتبط بها. هذا الرابط بين الدال والمدلول هو جوهر الاتصال اللغوي ويؤكد على دور المشترك الاجتماعي والثقافي في تحديد دلالات الألفاظ. دعا سوسير أيضًا لمراجعة طرق قراءة التاريخ اللغوي التقليدية واقترح نهجين جديدين: الزمن التام السكوني الذي يركز على تحليل البنية اللغوية في لحظة واحدة ثابتة، والسلسلة التاريخية التي تقارب تطور اللغة عبر فترات زمنية مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، قدم سوسير نظرية المجالات المنظمة التي تركز على تنظيم وحدات اللغة المختلفة في مجالين أساسي ونظمي. هذه التصورات الثورية أثرت بشكل عميق في مجالات عدة بما فيها الأنثروبولوجيا الأدبية والفلسفة وعلم النفس المعرفي بالإضافة للنطاق الأكاديمي

إقرأ أيضا:الرواية الشفهية وحجيتها في إثبات الوجود السباعي في منطقة غرب سوس
السابق
العلم الإنساني طريق لفهم النفس البشرية وتعميق روابط المجتمع
التالي
أبناء الحسن بن علي ورثتهم

اترك تعليقاً