نيكولاس كوبرنيكوس، المولود في تورون، بولندا الحالية، يُعتبر الأب الروحي لعلم الفلك الحديث بفضل إسهاماته الرائدة في هذا المجال. رغم أنه لم يكن أول من طرح فكرة مركزية الشمس، إلا أنه كان أول من قدم هذه النظرية بشكل منهجي ودقيق، مما أحدث ثورة في فهمنا للكون. تلقى كوبرنيكوس تعليمه في جامعة كراكاو حيث درس القانون والطب قبل أن يتخصص في الرياضيات والفلك تحت إشراف يوهان دي شميدت. هذه المعرفة العميقة بالأرقام والمعادلات الرياضية كانت ضرورية لعمله اللاحق في تحديد موقع كل جسم سماوي بالنسبة للشمس والأرض. كتابه “دي ريولوشنيس هوربيوم كوستيلاريم” الذي نشر بعد وفاته، عرض نظريته المركزية للشمس مستخدماً الأدلة الرقمية والدليل البصري لإثبات وجهة نظره. هذا الكتاب لم يكن فقط نقطة تحول في تاريخ العلم، بل تحدى أيضاً المعايير الدينية والثقافية التي كانت تعتبر الأرض مركز الكون. رغم الاعتراض الشديد على أفكاره خلال حياته، إلا أنها سرعان ما وجدت قبولاً متزايداً بين المجتمع الأكاديمي. ساعدت أعمال كوبرنيكوس في وضع اللبنات الأولى لفهمنا الحالي للنظام الشمسي وتاريخ البشرية للسفر عبر الكون.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : الباسلنيكولاس كوبرنيكوس الأب الروحي لعلم الفلك الحديث
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: