الظروف الجوية التي تولد البرق هي نتيجة لتفاعلات معقدة داخل السحب الركامية الكبيرة. عندما ترتفع درجات الحرارة داخل هذه السحب، تبدأ في خلق مناطق ذات كثافة كهربائية مختلفة بسبب وجود قطرات ماء وبخار ماء بأحجام ومستويات طاقة متباينة. هذه الاختلافات تؤدي إلى توليد شحنات كهربائية، حيث تصبح بعض المناطق مشحونة بشكل إيجابي بينما تنخفض الشحنة الكهربائية في أماكن أخرى. هذا التقارب للشحنات المختلفة يؤدي إلى تراكم قوة ضغط كافية لإنتاج قفزة مفاجئة للكهرباء، وهي ما يعرف بالبرق. عند الوصول إلى نقطة الانطلاق الهائلة لهذه الطاقة المخزّنة، يندفع التيار عبر مسار أقل مقاومة بين المنطقة المشحونة والإلكترونات المرتاحة بالمحيط السفلي للسحابة أو الأرض نفسها. يتميز الطريق المستخدَم لقفزة الكهرباء بأنه خط مستقيم نسبياً خلال طبقات الهواء، لكن أثناء مروره فوق سطح الأرض المفتوح، يصبح الخط غير منتظم بسبب اختلاف خصائص الأسطح المختلفة كالماء والجبال والأشجار وغيرها. هذا السلوك الغامض للبرق هو دليل واضح على قوة والقوانين المعقدة التي تسود عالم الأرصاد الجوية وعلم الفيزياء الفلكية، مما يذكّرنا بأن لدينا الكثير لنتعلمه عن كيفية عمل العالم من حولنا وكيف تؤثر ظواهره بحياتنا اليومية بطرق لم يكن بالإمكان تخيلها قبل عقود قليلة مضت فقط
إقرأ أيضا:كذبة مبلّقة ( كذبة مُصنعة )إقرأ أيضا