كتاب “كليلة ودمنة” هو عمل أدبي فريد يجمع بين الحكايات والقصص الأخلاقية، ويعتبر من أبرز الأعمال في الأدب العربي والإسلامي. يعود أصل الكتاب إلى الهند، حيث ألفه فيلسوف هندي مجهول الهوية في القرن الثالث الميلادي. يتكون الكتاب من خمسة كتب، كل منها يحمل عنوان “تنترة”، أي حادثة ذات مغزى. الشخصيات الرئيسية هما كليلة ودمنة، ابنا آوى، اللذان تم اختيارهما بسبب قدرتهما على التعبير عن الحكمة والفضيلة. الهدف من تأليف هذا الكتاب هو توجيه الحكام والراعيين نحو إدارة شؤون رعيتهم بشكل أفضل. يتميز الكتاب بأسلوبه القصصي المتتابع، واختيار الحيوانات والطيور كشخصيات رئيسية، مما يضيف طابعًا فريدًا للكتاب. اللغة الرشيقة المستخدمة تجعل القراءة ممتعة ومثيرة، خاصة مع الاعتماد على الحوار والفكاهة. الكتاب مليء بالحكم والأمثال التي تعبر عن آراء الفلاسفة وتجارب الشعوب القدماء، ويمجد العديد من الفضائل الأساسية مثل الوفاء، والكرم، والشجاعة، والعفة. كما يصور بيئة الملوك والحكام والحاشية التي تحيط بهم، مما يستهوي مزاج العامة ويُحببها لقلوب الجماهير. الطابع الديني يظهر جليًا من خلال ألفاظ الرضا بالمقدور وأحوال الدنيا والدين والآخرة والأولى. مؤلف الكتاب هو عبد الله بن المقفع،
إقرأ أيضا:هرطقات الفايد
