ابن سينا، المعروف باسم الشيخ الرئيس، كان عالماً بارزاً في تاريخ الفلسفة والطب الإسلامي. تميز بذكائه الحاد وموهبته الفذة، حيث حفظ القرآن الكريم والأدب في سن العاشرة، وتعلم حساب الهند والفقه. كان ابن سينا متفائلاً في جميع مراحل حياته، وشديد الارتباط بموطنه الأصلي. كان سابقاً لعصره في العديد من المجالات الفكرية، حيث لم ينشغل بالعلم عن مشاركته في الحياة العامة، بل تعايش مع مشاكل مجتمعه وشارك في صنع نهضته العلمية والحضارية. كان ناقداً ومحللاً لنظريات من سبقه، مؤكداً أن الفلاسفة يخطئون ويصيبون كسائر الناس. في مجال الطب، يعتبر ابن سينا أول من كتب عن الطب في العالم، حيث اتبع نهج وأسلوب أبقراط وجالينوس. من أشهر كتبه كتاب الشفاء وكتاب القانون في الطب، الذي بقي مرجعاً رئيسياً لمدة سبعة قرون. كما وصف التهاب السحايا الأولي وصفاً صحيحاً، وأسباب اليرقان، وأعراض حصى المثانة، بالإضافة إلى انتباهه إلى أثر المعالجة النفسية في الشفاء. توفي ابن سينا عن عمر يناهز الثمانية والخمسين عاماً، تاركاً إرثاً علمياً وفكرياً كبيراً لا يزال يُدرس ويُحتفى به حتى يومنا هذا.
إقرأ أيضا:الرواية الشفهية وحجيتها في إثبات الوجود السباعي في منطقة غرب سوسإقرأ أيضا