تاريخ تعريب الجيش هو رحلة إصلاح وتحديث مستمرة عبر العصور، بدأت جذورها في عهد الخلافة الراشدة حيث قاد شخصيات بارزة مثل خالد بن الوليد ومعاذ بن جبل الجيوش الإسلامية بكفاءة عالية. خلال الدولة الأموية، برزت الحاجة إلى تقنين الشؤون العسكرية وإرساء نظام قوي لإدارة القوات المسلحة، مما أدى إلى إنشاء الديوان الذي جمع المعلومات حول الجنود وراقب تسديد الرواتب والاستعدادات للحروب. في ظل الحكم العباسي، انعكس الانفتاح الثقافي والحوار العلمي إيجابياً على الابتكارات العسكرية، مثل تطبيق تقنيات معارك الأنهار واستخدام الصواريخ النفاثة. خلال عصر الدولتين الزنكية والمملوكية، لعب قادة مثل صلاح الدين الأيوبي دوراً حاسماً في هيكلة الجيش وتنظيمه ضد الاحتلال الصليبي. ومع بداية الحقبة الاستعمارية، اشتدت الضغوط الخارجية لفرض النفوذ السياسي والعسكري، لكن رجال مؤثرين قدموا مساهمات كبيرة للاحتفاظ بالاستقلالية السياسية. ختاماً، يمكن اعتبار تعريب الجيش تحولاً مستجيباً للظروف العالمية وظروف المجتمعات المختلفة عبر مختلف العصور، حاملاً رسالة واضحة تدعو للإصرار والاستمرارية رغم التحديات والصراعات الداخلية والخارجية التي واجهتها البلاد طوال عقود متتابعة.
إقرأ أيضا:كتاب علم وتقانة البيئة: المفاهيم والتطبيقات
السابق
صفات الشخصية الإبداعية مقاربة شاملة
التالياختيار أسماء دقيقة للأمينات دليل شامل لتسميات الكيمياء العضوية
إقرأ أيضا