في العصر الجاهلي، كانت الحياة السياسية في شبه الجزيرة العربية تتمحور حول القبيلة التي كانت بمثابة الوحدة السياسية الأساسية، حيث كانت العصبية القبلية هي القاعدة الاجتماعية الرئيسية. كان قائد القبيلة يتمتع بصلاحيات واسعة، وكان عليه أن يتحلى بصفات مثل البلوغ والخبرة والشجاعة والكرم. الثأر كان ظاهرة بارزة، حيث كان أفراد القبيلة ملزمين بالثأر إذا تعرض أحد أفرادها للإساءة، مما أدى إلى ظهور طبقية اجتماعية واضحة بين الأحرار والكبار والرقيق. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك مجموعة تُعرف باسم الصعاليك الذين اختاروا مغادرة مجتمعاتهم بسبب اختلاف آرائهم حول القيم التقليدية. شهد العصر الجاهلي أيضًا حروبًا ونزاعات كثيرة بسبب التحالفات العائلية القوية وانتشار ثقافة الانتقام والفداء الشخصي. ابن خلدون درس هذه الظواهر بتوسع، مشيرًا إلى أن سكان المنطقة كانوا يميلون نحو الاستقلال وانعدام المرونة تجاه الولاء لمجموعات أخرى بسبب حالة الشدة والعوز التي عاشوها. هذه الدراسة تُعتبر خطوة مهمة لفهم السياق الثقافي والسياسي الذي نشأت فيه العقيدة الإسلامية وأدت لتأسيس الإمبراطورية الإسلامية لاحقًا.
إقرأ أيضا:من مبادرات #اليوم_العالمي_للغة_العربية : المكتبة الرقمية السعودية مفتوحة لمدة 5 مجانا
السابق
أسرار اللغة العربية انواع الطباق وأثرها الفني والبلاغي
التاليالتشبيهات الرائعة في نهج البردة تحليل عميق لفنون الشعر العربي
إقرأ أيضا