مؤتمر يالطا الشراكة العالمية التي شكلت مصير ما بعد الحرب العالمية الثانية

مؤتمر يالطا، الذي عقد في فبراير عام 1945، كان حدثًا عالميًا حاسمًا جمع بين قادة الولايات المتحدة، الاتحاد السوفيتي، والمملكة المتحدة. هذا الاجتماع الثلاثي، الذي ضم فرانكلين دي روزفلت، جوزيف ستالين، ونستون تشرتشل، كان له تأثير عميق على مستقبل السياسة الدولية. تم اختيار موقع يالطا بسبب عزلته الأمنية واستراحته الطبيعية. كانت الأهداف الرئيسية للمؤتمر تتمثل في وضع خطط لما سيكون عليه العالم بعد نهاية الحرب. تم الاتفاق خلال المؤتمر على تقسيم ألمانيا إلى مناطق احتلال متعددة، وتشكيل مجلس الأمن الدولي ضمن منظمة الأمم المتحدة الجديدة، والإعلان عن نوايا للتحرك ضد دول المحور. على الرغم من النوايا الجيدة الظاهرة خلال هذه الفترة، أثارت بعض القرارات خلافات مستمرة حتى يومنا هذا. أحد أكثر هذه المواضيع إثارة للجدل هو اتفاق تحديد الحدود الشرقية لألمانيا الشرقية الحديثة والمعروف الآن باسم حدود أودرنيسيه. وقد أدى ذلك لاحقاً إلى نزاعات سياسية واقتصادية طويلة الأمد مع جمهورية ألمانيا الديمقراطية وألمانيا الغربية فيما بعد. بشكل عام، يعد مؤتمر يالطا نقطة تحول تاريخية كبرى في القرن العشرين حيث قام بتحديد أساس النظام العالمي الحالي ومازالت آثار قراراته محسوسة حتى اليوم.