العصر العباسي، الذي امتد لأكثر من خمسة قرون، يُعتبر بحق عصر الإزدهار الحضاري والثقافي في العالم الإسلامي. بدأ هذا العصر بتأسيس دولة قوية على يد خلفاء بني عباس مثل أبو جعفر المنصور وأبي العباس السفاح وأبي جعفر هارون الرشيد، الذين نجحوا في توطيد سلطة الدولة وتنظيم شؤونها الداخلية والخارجية. يُعتبر عهد هارون الرشيد ذروة هذه المرحلة الأولى لما شهده من تقدم ملموس وحكم رشيد. ومع بداية القرن التاسع الميلادي، بدأ النفوذ التركي يعلو داخل البنية الحكومية للخلافة العباسية، مما أدى إلى ظهور ما يعرف بالعهد الأميري، حيث تولى أمراء أتراك مسؤوليات كبيرة. بعد ذلك، دخلت الخلافة العباسية حقبة جديدة مع بروز النفوذ الفارسي مجددا عبر البويهيين، حيث انحسرت سلطة الخلفاء المركزين ليحل مكانهم حاكمون محليون. اختتم مسيرة الخلافة العباسية دخول الأكراد وإعلان جمهوريتهم عنها ثم تحالف بعض الأجنحة منها ضد قوات الملك الشعوبي الشهير نور الدين زنكي والذي انضم إليه لاحقا السلطان علاء الدين كيقباذ الأول صاحب الدولة السلجوقية.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : المسكة
السابق
اتفاقية لاهاي تاريخها وأهدافها الرئيسية
التاليالنهضة الحضارية والعوامل المحركة للنمو الاقتصادي خلال العصر العباسي الأول
إقرأ أيضا