إطلاق شرارة الثورة الدينية مارتن لوثر وميلاد عصر النهضة الأوروبي

في القرن السادس عشر، كان مارتن لوثر، رجل الدين الألماني، هو المحرك الرئيسي لإطلاق شرارة الثورة الدينية التي عُرفت فيما بعد باسم الإصلاح البروتستانتي. وُلد لوثر في إيسلينجن أم راين، ألمانيا، وكان ابناً لعامل مناجم ناجح. بعد حصوله على درجة الدكتوراه في القانون الكنسي، دخل الرهبنة كراهب دومينيكي بسبب خوفه الدائم من العقاب الأبدي. ومع ذلك، لم تكن تجربته الأولى مع الكهانة مرضية له بسبب التعقيدات الروحية التي كانت تمارسها الكنيسة الكاثوليكية آنذاك. في 23 أكتوبر 1517، نشر لوثر تسعين بيانا تحدى فيها سلطة البابا والفئة الحاكمة في روما، مما أدى إلى تأسيس البروتستانتية. تضمنت هذه النقاط اعتراضاته القوية حول سلطة البيعة الباباوية وتأثير الفواتير الرسومية للمغفرة، بالإضافة إلى ادعائه بأن الكتاب المقدس هو المصدر الأعلى للأمر والإرشاد المسيحي. كان تأثير تصرفات لوثر وشيكًا ومتعدد الجوانب عبر مختلف جوانب المجتمع الأوروبي. فمن الناحية السياسية، أدى إنشاء الطوائف الجديدة مثل اللوثرية والمصلحون الأخرى إلى تقويض السلطة المركزية للإمبراطوريات الكبرى وتمهيد الطريق أمام توحيد الدول الوطنية الحديثة المبنية على أساس عقائد محلية واضحة المعالم بدلاً من الولاء المطلق للإمبراطور الروماني المقدس. أما بالنسبة للعلاقات الاجتماعية والتواصل الثقافي، فإن انتشار الأفكار

إقرأ أيضا:د. محمد البغدادي: دول عربية تحارب العربية !
السابق
العوائق المؤثرة على الإنتاج الحيواني دراسة شاملة
التالي
قائمة شاملة باختراعات توماس أديسون البارزة

اترك تعليقاً