التعصب المذهبي هو أزمة معقدة تواجه العالم الإسلامي، جذورها تمتد إلى تاريخ المسلمين الطويل. يمكن إرجاع هذه الظاهرة إلى عوامل متعددة، منها الاستعمار الغربي الذي استغل الاختلافات بين الفرق والأقاليم لزرع الفتنة وتعزيز سيطرته. هذا الاستغلال أدى إلى تفاقم الصراعات الدينية والإقليمية، مما زاد من مستوى التعصب المذهبي. بالإضافة إلى ذلك، يلعب دور التربية والتثقيف دوراً حاسماً في تشكيل وجهات نظر الأفراد حول هذه الأمور. عندما يتم التركيز فقط على جوانب معينة من العقيدة أو التأريخ وتجاهل الآخرين، فإنه يؤدي إلى صورة مشوّهة ومحدودة للإسلام كدين جامع ومتسامح. هذا التحريف يستخدم عادة لتبرير التعصّب وتمييز الأقليات والمختلفين دينياً وثقافياً. وسائل الإعلام أيضاً تساهم في تغذية المشاعر العدائية من خلال تقارير غير متوازنة وغير موضوعية، مما يخلق بيئة مليئة بالتوتر والكراهية. من الناحية الاجتماعية، الضغط الاجتماعي للتوافق مع معتقدات ومعايير محددة قد يدفع البعض نحو اتخاذ مواقف متشددة ضد المختلفين دينيًا. في النهاية، لا يوجد حل واحد بسيط لمشكلة التعصب المذهبي، بل يجب أن يكون الحل شاملاً يعالج كل جانب من تلك العوامل مجتمعةً عبر تنمية فهم عميق واحترام للمتنوع الكبير للأفكار والتقاليد الدينية ضمن الإطار
إقرأ أيضا:التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي بالمغرب ترفض إلغاء مسلك تدريس المواد العلمية باللغة العربيةالتعصب المذهبي جذور الأزمة وظلالها على الوحدة الإسلامية
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: