في العصر العباسي، الذي امتد من القرن الثاني الهجري حتى نهاية الرابع عشر، شهد العالم الإسلامي نهضة علمية وثقافية غير مسبوقة. خلال هذه الفترة، برز العديد من العلماء البارزين الذين ساهموا بشكل كبير في مختلف المجالات العلمية والأدبية. من بين هؤلاء العلماء محمد بن موسى الخوارزمي، الذي اشتهر بمؤلفاته في الرياضيات والفلك، وخاصة كتاب “المجسطي” الذي لا يزال يحتفظ بقيمته العلمية حتى اليوم. كما أن الخوارزمي يُنسب إليه تطوير النظام العددي المعروف باسم الأرقام العربية، والذي أصبح أساس الأرقام العشرية المستخدمة عالمياً. أبو جعفر المنصور، أحد أمراء الدولة العباسية، لعب دوراً محورياً في تعزيز الثقافة والعلم، حيث أسس بيت الحكمة الذي كان مركزاً لتبادل الأفكار والتعلم المستمر. في مجال الطب، برز الحسن بن الهيثم الذي اخترع أول منظار وكشاف بصري حديث، ووضع نظرية الضوء الحديثة المبنية على التجارب العملية الدقيقة. أما أبو الريحان البيروني، فقد ترك مجموعة غنية من المؤلفات حول تاريخ الهند وجغرافيا الأرض والتاريخ الطبيعي والجغرافيا والدين. هؤلاء العلماء وغيرهم الكثير ساهموا في إثراء المعرفة الإنسانية بمؤلفاتهم الثمينة، مما جعل العصر العباسي فترة ذهبية في تاريخ العلم والثقافة.
إقرأ أيضا:كتاب أسس الرياضيات والمفاهيم الهندسية الأساسية
