أبو الحسن الأشعري رائد المدرسة الأشعرية في العقيدة

أبو الحسن الأشعري، الإمام علي بن إسماعيل، هو شخصية بارزة في تاريخ الفكر الإسلامي، ولد في البصرة عام هـ م. ينحدر من نسل أبي موسى الأشعري، أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. بدأ حياته الفكرية كمتكلم معتزلي، لكنه انفصل عنهم بعد فترة من التأمل والتفكر، ليطور منهجه الخاص الذي أصبح أساس المدرسة الأشعرية في العقيدة. هذه المدرسة تعتمد على الجمع بين النقل والعقل، وتعتبر رد فعل على انتشار الفلسفة والمعتزلة الذين كانوا يقدمون نتاجات عقولهم على النص الشرعي. يُعتبر أبو الحسن الأشعري صاحب الأصول في زمانه، حيث قام بنصرة مذهب أهل السنة والجماعة. وقد بلغت شهرته مبلغًا عظيمًا حتى أن الإمام الباقلاني قال إن غاية ما يمكن أن يُدركه هو فهم كلام الإمام الأشعري. المذهب الأشعري، الذي يعود نسبته إلى أبو الحسن الأشعري، يعتمد على أصول القرآن الكريم والسنّة النبوية في المسائل العقدية، مع بعض التفاصيل الكلامية التي لا تعدو عن كونها مسائل اجتهاديّة. وقد لقي منهج الأشاعرة قبولًا واسعًا بين علماء المسلمين من مختلف المذاهب، بما في ذلك الحنفيّة والشافعيّة والمالكيّة، بالإضافة إلى طائفة من الحنابلة.

إقرأ أيضا:هل العربية مشتقة من الآرامية ؟
السابق
أضرار الإسراف والبخل في الإنفاق ميزان اعتدال الحياة وفق الشرع الإسلامي
التالي
أعمال القلب جذور الإيمان ومفتاح الفلاح الأخلاقي

اترك تعليقاً