إنجازات حضارة سومر الرائدة مسيرة ازدهار وثراء ثقافي وفكري

تُعتبر حضارة سومر، التي نشأت بين نهري دجلة والفرات في جنوب العراق الحديث، واحدة من أقدم الحضارات الإنسانية وأكثرها تأثيراً. فقد حققت هذه الحضارة إنجازات رائدة في مجالات متعددة، بدءاً من الزراعة حيث طوروا تقنيات ري متقدمة وشبكات قنوات وسدود، مما سمح لهم بزراعة محاصيل متنوعة مثل الشعير والذرة والحبوب والفواكه، مما جعلهم مجتمعاً مكتفياً ذاتياً. كما أن موقع سومر الاستراتيجي عند مصب نهرَيْ دجلة والفرات ساهم في تطوير تجارتها البحرية والجوية، مما فتح أبواب التواصل التجاري العالمي أمامها. في مجال التصنيع، أتقن حرفيو سومر إنتاج أدوات منزلية عالية الدقة من الطين والخزف، واستخدموا الخامات المعدنية للتزيين الشخصي، مما يمثل بداية العصر البرونزي القديم. كما قدم علماء سومريون إسهامات كبيرة في دراسة علوم الطبيعة والنبات والكواكب والكيمياء، مستخدمين حسابات رياضية دقيقة لدراسة الظواهر الفلكية والحياة النباتية. بالإضافة إلى ذلك، برع مهندسو سومر في الهندسة المعمارية والديكورات الداخلية، حيث بنوا هياكل ومعابد ومعسكرات قلعة رائعة التفاصيل والزخارف الهندسية. وقد أثرت هذه الإنجازات على الحضارات اللاحقة، بما في ذلك الحضارة الأكادية التي استلهمت من قوانين حمورابي الشهيرة.