في النقاش حول الأسى، يتجلى صراع بين رؤيتين متناقضتين. الأولى ترى في الأسى شعورًا مؤلمًا لكنه ضروري لبناء الشخصية القوية ومراجعة الذات. من هذا المنظور، يُعتبر الأسى أداة تعليمية تُعرّي جوانب التحسب لدى الإنسان وتستثير قدراته الكامنة، مما يجعله خطوة أولى نحو العزم والثبات. أما الرؤية الثانية، فتؤكد على ضرورة توجيه هذه الطاقة المكبوتة بشكل سليم لتجنب تحولها إلى غضب مخرب. يُحذر منتصر الله الصالحي من أن عدم التوجيه السليم قد يؤدي إلى جنون الغضب والعصبية، مما يجرد الثوري من هدفه الأصلي ويحول طاقته الإبداعية إلى اتجاهات هدامة. بالتالي، يُعتبر الأسى سلاحًا فعّالًا إذا ما تم توجيهه بحكمة واستقرار عقلي، وإلا فإنه قد يصبح خنجرًا ثائرًا يهدد بالدمار.
إقرأ أيضا:قراءة وتحميل كتاب الجبر والمقابلة (المختصر في حساب الجبر والمقابلة)مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: