الإرادة في الفلسفة هي مفهوم مركزي يشير إلى قدرة الأفراد على الاختيار والتصرف بحرية وفق رغباتهم وميولاتهم الخاصة. يُعرّف ديفيد هيوم الإرادة بأنها القدرة على الاختيار بين العمل وعدم العمل، مما يعكس سيطرة الإنسان على ظروفه ومسؤولياته الاجتماعية. ومع ذلك، فإن حرية الإرادة ليست مطلقة؛ فهي معقدة ومحدودة بالمراعاة الاجتماعية والمعايير الأخلاقية. الدراسات النفسية تُظهر فروقًا بين الإرادة والإصرار، حيث ترتكز الإرادة على الاستقلالية الخَلقَية وحسن الحكم بين البدائل المختلفة. من المنظور الإنساني، يُعتقد أن الجميع يولدون بحق غير مشروط في حرية الإرادة، لكن الواقع العملي يكشف عن تأثيرات بيئية وداخلية واسعة على قرارات الناس وسلوكياتهم اليومية. الانسجام المثالي بين الطموحات الذاتية واحتياجات الآخرين يمثل تحديًا دائمًا للإنسان، ويعكس سمات شخصيته وعواطف قلبه ونوازعه المكبوتة. في سياق أوسع، تهتم الأكسيولوجيا بتحليل القيم الإنسانية وكيفية ارتباطها بسلوك البشر وغاية وجودهم، بينما تسعى نظرية المعرفة لفهم الحقائق العالمية وطرق الحصول عليها. البحث العلمي الأخلاقي يؤكد على ضرورة توافق الجوانب النظرية والحسية لإصدار أحكام منطقية مستندة لأصول أولى مجردة.
إقرأ أيضا:قبيلة الخلط او الخلوط من عرب بني المنتفق بمنطقة الغرب
