الإعجاز البياني في القرآن الكريم دراسة في أسرار التعبير القرآني

الإعجاز البياني في القرآن الكريم هو أحد أبرز مظاهر عظمة هذا الكتاب الخالد، حيث يتجلى في أسلوبه الفريد الذي أذهل العرب وأثبت عجزهم عن مجاراته. يتميز هذا الإعجاز بتآخي الكلمات وتناسقها، حيث تبدو الكلمات وكأنها مصممة خصيصًا لمعانيها. على سبيل المثال، استخدام كلمة “تنفس” في قوله تعالى “والصبح إذا تنفس” لا يمكن استبداله بكلمة أخرى مثل “أشرق” أو “أصبح”، لأن “تنفس” تحمل معاني متعددة تتعلق بالحياة والحركة والتدرج. كما يظهر الإعجاز البياني في تلاقي العبارات المنسجمة التي تظهر جمالًا فنيًا وبلاغيًا، مثل قوله تعالى “والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى”، حيث تظهر العبارتان تناغمًا موسيقيًا وجمالًا بصريًا. بالإضافة إلى ذلك، يتميز القرآن بنظمه المحكم ورنينه الموسيقي الذي يشدد على معانيه ويضفي عليه رونقًا خاصًا، كما في استخدام التكرار في قوله تعالى “فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ”. هذا التوافق بين المعاني والألفاظ يظهر أن القرآن ليس من صنع بشر، بل هو وحي من الله تعالى.

إقرأ أيضا:كتاب الأساليب الإحصائية والجغرافيا
السابق
صحة روحية وجسدية التوازن في ممارسة الرياضة
التالي
هل الأخلاق لدى الإنسان فطرية أم مكتسبة؟ دراسة شاملة

اترك تعليقاً