في القرن السادس عشر، شهدت أوروبا تحولات جذرية شكلت الأساس للفكر الحديث. كان الإصلاح الديني أحد المحركات الرئيسية، حيث أنهى الهيمنة الروحية للكنيسة الكاثوليكية وأدخل نظامًا إيمانيًا أكثر حرية وتنوعًا. شجعت حركة الإصلاح البروتستانتية على التفكير النقدي والتساؤل حول السلطة التقليدية للأدب المقدس والكهنوت، مما ساهم في تحديث المجتمع الأوروبي نحو مجتمع علماني أكثر مدنية وعقلانية. بالإضافة إلى ذلك، كان اكتشاف أمريكا والاستعمار الأوروبي نقطة تحول كبيرة، حيث كشف عن عوالم جديدة غنية بالموارد، مما دفع التجار إلى توسيع نطاق نشاطاتهم الاقتصادية العالمية. ومع ذلك، أدى هذا النشاط الاستعماري إلى اضطهاد وحروب مستمرة مع السكان الأصليين، مما أثار قضايا أخلاقية حول حقوق الشعوب الأصلية واحترام البيئة الطبيعية. كما لعبت نهضة العلم التجريبي دورًا حاسمًا في تطوير طريقة منطقية تعتمد على مراقبة الواقع ومحاولة فهم الظواهر الفيزيائية والكيميائية من خلال التجربة والملاحظة، بدلاً من الاعتماد على النصوص القديمة والحكمة التقليدية. هذا النهج مهد الطريق أمام ولادة علوم طبيعية جديدة مثل الفلك والأرصاد الجوية والفيزياء. كما لعب تقارب المثقفين الأوروبيين مع فلسفات اليونان وروما دورًا رئيسيًا في إحداث تغيير جذري داخل النظام العقلي للمفكرين آنذاك، حيث حملت هذه الفلسفات بذور الأفكار الليبرالية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي التي تناسب طموحات الطبقات الب
إقرأ أيضا:الرّوينة (الفوضى)البدايات الغائرة للفكر الحديث رحلة عبر الأسباب التي ولدت عصر النهضة الفلسفية
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: