التحديات النفسية لدى المراهقين رحلة الفرد نحو النضج والتكيف

تواجه المراهقين تحديات نفسية متعددة أثناء رحلتهم نحو النضج والتكيف، حيث يمرون بتحولات جسدية ونفسية وعاطفية كبيرة. هذه الفترة، التي تمتد من سن 12 إلى 18 عاماً، تتميز بالتناقضات الداخلية والخارجية، مما يجعلها حاسمة في تشكيل الشخصية. من الناحية البيولوجية، تؤدي التغيرات الهرمونية إلى اضطرابات مزاجية متكررة وشعور بالقلق والإكتئاب، مما قد يعزز شعور المراهقين بالانفصال عن العالم الخارجي. على مستوى العلاقات الإنسانية، يسعى المراهقون إلى تعزيز استقلاليتهم، مما قد يؤدي إلى ردود فعل غاضبة تجاه أفكار وعادات ذويهم التقليدية. في الوقت نفسه، يشعرون برغبة ملحة للحصول على قبول وحب أقرانهم. تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً محورياً في حياتهم اليومية، حيث توفر لهم فضاءً للتعبير عن آرائهم وخلق عالم افتراضي خاص بهم. ومع ذلك، تحمل هذه المنصات مخاطر الإدمان والسيطرة السلبية التي تستنزف طاقتهم وتحرمهم من التفاعل الواقعي الصحي. يتطلب دعم المراهقين خلال هذه المرحلة الحرجة مسؤولية مشتركة بين المؤسسات التربوية والأسر، من خلال تشجيع الانفتاح والحوار المفتوح حول المواضيع المصاحبة للنمو الثانوي وتخفيف وطأة المسؤوليات الثقيلة عليهم.

إقرأ أيضا:كتاب علوم الأرض والبيئة للهواة
السابق
الفروقات الدقيقة بين المفاهيم الإسلامية للمسكين والفقير
التالي
تحولات الذكاء الاصطناعي تحديات وأفاق مستقبل المهارات البشرية

اترك تعليقاً