التطور البشري عبر الزمن، كما يتضح من العصر الحجري، هو رحلة معقدة ومتعددة المراحل. يبدأ هذا العصر باستخدام الأدوات الصخرية كأداة أساسية للتكيف مع البيئة، مما يعكس مرحلة بدائية من التطور البشري. في العصر الحجري القديم، كانت الأدوات الحجرية الخام هي السائدة، وكانت الحياة تتمحور حول التنقل بحثاً عن الغذاء، دون وجود مجتمعات منظمة أو هياكل دائمة. مع الانتقال إلى العصر الحجري الأوسط، شهدنا تطوراً ملحوظاً في مهارات النحت والحفر للأدوات الصخرية، مما سهل مهام الصيد وصناعة الملابس والأواني الفخارية. هذه الفترة شهدت أيضاً بداية زراعة النباتات واستئناس الحيوانات، وهو ما يعرف بثورة النيوليثي، الذي كان نقطة تحول نحو الاستقرار الدائم. وأخيراً، في العصر الحجري الحديث، توسع استخدام المواد غير الصخرية كالبرونز والنحاس، وأسس أول المدن والدوليات الصغيرة. كل هذه المراحل تعكس قدرة الإنسان على التأقلم والإبداع في ظروف طبيعية قاسية، وتشكل جزءاً أساسياً من قصة تسلق الإنسانية لسلم التقدم الاجتماعي والمعرفي.
إقرأ أيضا:السكان الاصليين لشمال غرب افريقيا وعلاقتهم بالمشرق
