خلال فترة حكم الخلفاء الأمويين والعباسيين، شهدت الحياة الدينية في العالم الإسلامي تحولات بارزة. بدأت هذه الفترة مع الدولة الأموية التي أسسها معاوية بن أبي سفيان، حيث تم التركيز على تجميع وتوثيق النصوص الشرعية وترتيبها بشكل منهجي، مما أدى إلى ظهور علم الحديث النبوي وتأسيس المدارس الفقهية الأولى مثل الحنفية والمالكية. كما بذل الأمويون جهوداً كبيرة لنشر الدعوة الإسلامية خارج الجزيرة العربية، خاصةً نحو الشمال الأفريقي وأوروبا الغربية. مع وصول الدولة العباسية للحكم، انتقل مركز القوة السياسية والدينية من الشام إلى العراق، مما شجّع على دعم التعليم والعلم والأدب. تأسس بيت الحكمة في بغداد تحت إمرة هارون الرشيد، والذي أصبح مركزاً للبحث والترجمة، يضم علماء ومترجمين من مختلف الأديان والثقافات. توسعت الطرق الصوفية وانتشرت الممارسات الروحية الشعائرية. رغم الاختلافات بين الآراء الفقهية والقانونية للأمويين والعباسيين، فقد بذل كلا الفريقين مجهوداً كبيراً لحماية العقيدة الإسلامية وتعزيز انتشار التعاليم الإلهية. يُظهر تاريخ الحياة الدينية خلال هاتين الحقبتين مدى مرونة وتكيف العقيدة الإسلامية وسط تحديات سياسية واجتماعية متغيرة.
إقرأ أيضا:السّفوف (خلطة الحُلوة من الدقيق المحمص مع الزيت والعسل)
السابق
السفر المستدام واقع أم خيال
التاليالعلاقة المتينة بين التربية والتنمية الاقتصادية نحو مستقبل أكثر ازدهاراً
إقرأ أيضا