في المنظمات الحديثة، يتجلى التوازن الدقيق بين القيادة والإدارة في الأدوار المتداخلة والمتكاملة التي يلعبها كل منهما. بينما يركز المدير على تنظيم العمليات وتوزيع المهام ضمن إطار زمني قصير، يسعى القائد إلى تحريك الأفراد نحو رؤية مشتركة تتجاوز الأهداف القصيرة الأجل. القائد، بصفته ملهمًا وموجهًا استراتيجيًا، يحدد الاتجاه العام للمؤسسة ويستثمر في بناء ثقافة الشركة وتعزيز الابتكار، مما يجعل دوره أكثر روحية وتركيزًا على الحفاظ على الروح المعنوية العالية والتواصل الواضح. من ناحية أخرى، يعمل المدير على تنفيذ الخطط الموضوعة والقوانين الداخلية للشركة، ويقوم بتقييم أداء الفريق والموظفين وفقًا لمعايير محددة. يتمتع القادة بحكمة خاصة وقدرة على الرؤية طويلة الأجل، مما يمكنهم من اتخاذ قرارات محفوفة بالمخاطر لكنها ذات قيمة عالية، بينما يقوم المديرون بوضع أهداف قابلة للقياس وصياغة خطط العمل المناسبة. هذا التفاعل بين القيادة والإدارة ضروري لأداء الشركات بكفاءة وفاعلية، حيث يحافظ المدير على النظام الداخلي بينما يولد القائد الطاقة والحافز اللازمين لتحقيق النمو والتطور طويل الأمد.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : بِيبِيإقرأ أيضا