في النقاش حول طبيعة السياسة، يتجلى التوتر بين المثالية والواقع بوضوح. نوال بن عمار يُؤكد على أهمية الروح الإنسانية في السياسة، معتبرًا أنها تمنحها معنى وغاية، بينما مروان المدغر يُحذر من أن التركيز الحصري على الجوانب الإنسانية قد يغفل التحليل الموضوعي للأحداث والمبادئ، مشيرًا إلى تأثير المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والعالمية المعقدة. فارس الطاهري يُقدم رؤية منتصفة، مُشددًا على ضرورة الحفاظ على طابع إنساني في السياسة مع الاعتراف بالواقعية. يُشير فارس إلى أن السياسة تاريخيًا كانت مجالًا للتنافس على السلطة ومصالح الأقوياء، وليس فضاءً إنسانيًا نقيًا. مروان المدغر يُضيف أن التوقعات بأن تكون كل مشاركة سياسية إنسانية تبدو غير واقعية في نظام سياسي حقيقي، حيث يتعرض هذا المثال للخطر من خلال الجمود والفساد. يُبرز هذا النقاش تعقيد السياسة كحقل يتطلب توازنًا دقيقًا بين الحفاظ على التفاؤل والإيمان في المثالية والتصدي للاحتياجات الواقعية المعقدة.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : العْشِير
