التيار الرمزي في الشعر العربي المعاصر يمثل تحولاً جوهرياً في الشكل والتعبير، حيث ظهر كرد فعل على التقليدية الشعرية السائدة. بعد الحرب العالمية الأولى، بدأ الشعراء العرب في البحث عن تجارب حسية ومعنوية جديدة، مما أدى إلى إعادة تعريف دور الكلمة في نقل الأفكار والمشاعر بطرق غير مباشرة. هذا التحول اتسم بالتركيز على الجماليات والإيحاءات الداخلية بدلاً من الانطباعات الخارجية، مما خلق عالمًا أدبيًا راقيًا ومحفزًا للتفكير. من رواد هذا التيار نجيب سرور وعبد الرحمن شكري، الذين استخدموا الاستعارات والأضواء الخفية لنقل معانيهم. كما ساهم شعراء مثل محمد مفتاح، أحمد زكي أبو شادي، وصالح الشرنوبي في توسيع حدود التجربة الرمزية من خلال استغلال القدرة الغنية للألفاظ العربية لتكوين تركيبات موسيقية ذات دلالات غامضة. على الرغم من تأثر العديد من الأجيال الأدبية التالية بالرمزية، إلا أن بعضهم انطلق نحو مجالات أخرى ضمن الإطار العام للفلسفة الحديثة والشعر الحر. ومع ذلك، يبقى التيار الرمزي جزءاً أساسياً من تاريخ وثراء الثقافة العربية الشعرية، مثيراً للإبداع والمفاجأة دائماً للمهتمين بالأدب.
إقرأ أيضا:كتاب لغة C الشاملالتيار الرمزي في الشعر العربي المعاصر تحول الشكل والتعبير
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: