الجَعَالَةُ في الشرع الإسلامي هي عقد معاوضة يتم فيه الاتفاق بين طرفين لتقديم خدمة مقابل عوض نقدي محدد سلفا. هذا النوع من العقود له جذور عميقة في الفقه الإسلامي ويستند إلى أدلة قرآنية وسنّة نبوية مختلفة. وفقاً للقرآن الكريم، تشير الآيات إلى وجود مثل هذه العقود عندما يأمر الله الأنبياء بالقبول عند عرض الأموال كتعويضات مقابل خدمتهم الدينية. وبالمثل، توثق السنة النبوية العديد من الحالات التي تم فيها استخدام نظام الجَعَالَة، بما في ذلك حادثة بناء المسجد النبوي الشريف حيث دفع الصحابة الرسوم لهذه الخدمة المقدمة. تتضمن شروط ومبادئ الجَعَالَة عدة عناصر ضرورية لصحتها، منها توافر العقد الصحيح والمعرفة الكاملة للعناصر الثلاثة الرئيسية: المشغل، والمؤدِّي، والعوض. يجب تحديد طبيعة العمل بدقة حتى يفهم الطرفان دورهما والتزاماتهما. يلعب الإيجاب والقبول دورا أساسيا في تأكيد صدقية العلاقة التجارية بين الخصمين. بالإضافة لذلك، توضح كتب الفقه مسألة الملكية الخاصة للممتلكات المستخدمة أثناء تنفيذ الصفقة وتحديد حقوق الملكية لكل منهما بعد انتهاء فترة الاستخدام. تتناول أحكام الجَعَالَة قضايا أخرى ذات صلة مثل شرعية إنهاء العقد مبكرًا تحت ظروف معينة واستحقاق أجور المؤدين رغم عدم اكتمال الأعمال بنسبة كاملة بسبب عوامل خارج سيطرتهم.
إقرأ أيضا:كتاب لغة C الشاملالجَعَالَةُ في الشرع الإسلامي مقتضى وأحكامها
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: