في النقاش حول دور الدين في تشكيل قيم وعلاقات المجتمع، يبرز التوازن بين الدين والعقلانية كعنصر محوري. يُشدد العَرْجاوى بن الأزرق على ضرورة التوفيق بين الأفكار الدينية التقليدية والرغبات الحديثة نحو العقلنة والرحمة، مؤكداً على إمكانية الوصول إلى حل وسط عملي. من ناحية أخرى، يقترح عاطف الزياتي منهجاً رحمياً مستقلاً عن الأدبيات الدينية التقليدية، لكنه يعترف بأهمية العقائد الدينية في توفير أساس أخلاقي متين. بن يحيى العبادي يركز على الجانب الطبيعي الداخلي للإنسان الذي يساهم في الالتزام بالقيم الرحيمة والخيرة، معتبراً المؤسسات الدينية نقطة انطلاق لتشكيل بنية اجتماعية وأخلاقية متماسكة. أما نادية بن جلون، فتحذر من التحولات الطوباوية التي قد تتجاهل الثوابت الثقافية والتاريخية المرتبطة بالإسلام وغيرها من الأديان، مشيرة إلى خطر الفراغ الأخلاقي إذا تم الاستغناء عنها لصالح بدائل غير مصفاة بالأعراف الدينية الراسخة. هذه المناظرات تعكس المشاعر المتباينة حول قدرة المجتمع المعاصر على إعادة تصور دور الدين فيه، مع الحفاظ على المبادئ الأساسية للأخلاق والحكمة دون المساس بالأسس الأخلاقية والممارسات الاجتماعية التي شكلتها عقود طويلة من التعلم والاستيعاب.
إقرأ أيضا:كتاب طب الفم والأسنان في القرون الماضيةالدين والعقلانية الخلق والتواصل
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: