العصر الحجري النحاسي التحول الثقافي والتقدم التقني

تمثل الفترة المعروفة بالعصر الحجري النحاسي، والذي يعرف أيضاً بمرحلة الانتقال المعدني، نقطة تحول بارزة في مسيرة التطور البشري. امتدت هذه المرحلة منذ حوالي العام 3300 ق.م حتى أوائل القرن الثالث عشر ق.م تقريباً، وشهدت تغيرات بيئية وثقافية جذرية غيرت حياة الإنسان القديم جذرياً. أحد أهم سماتها كان اعتماد الناس لأول مرة على المعادن -خاصة النحاس- لتصنيع أدواتهم اليومية، وهو ما فتح آفاقاً جديدة أمام المهارات والابتكار.

سرعان ما تفوق استخدام النحاس على المواد السابقة كالآلات الحجرية بسبب قدرتها الأكبر على التحمل والدقة. وقد مهد هذا الاكتشاف الطريق لتأسيس صناعات متنوعة مرتبطة باستخلاص وصهر النحاس، مما عزز مجالات مثل الزراعة والحرف اليدوية المتقدمة. بالتوازي مع الثورة المعدنية، شهد العصر الحجري النحاسي تطوراً اجتماعياً ملحوظاً، حيث بدأت المجتمعات تنظم أنفسها بطريقة أكثر هيكلية وبروز الطبقات الاجتماعية الأولى.

كما ترك هذا العصر بصمة واضحة في مجال الفنون الجميلة، خاصة وأن أعمال الرسم والنحت انتشرت بكثافة عبر مواقع آثار مختلفة حول العالم يعود تاريخها