تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للمراهقين هو موضوع ذو أهمية بالغة، حيث تشير الدراسات الحديثة إلى وجود علاقة مباشرة بين الاستخدام المكثف لهذه المنصات وزيادة معدلات القلق والاكتئاب لدى المراهقين. أحد الأسباب الرئيسية لهذا التأثير هو المقارنة الدائمة مع الآخرين، حيث يواجه المراهقون صوراً مثالية ومزيفة لحياتهم الشخصية عبر الإنترنت، مما يؤدي إلى شعور بالنقص وعدم الكفاءة الذاتية. بالإضافة إلى ذلك، هناك ضغط مستمر لتلبية توقعات المتابعين أو الأصدقاء الافتراضيين. وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً توفر أرضاً خصبة للتنمر الإلكتروني، حيث يتعرض العديد من المراهقين لهذا النوع من العنف الجسدي والألم العاطفي. الإدمان والتشتت الذهني هما أيضاً من الآثار الجانبية للإفراط في استخدام هذه الوسائط، حيث أظهرت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا أن مراقبة الهاتف لمدة ساعة واحدة يمكن أن تؤثر سلباً على الأداء في اختبارات الانتباه والذاكرة. رغم الفوائد المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي في الاتصال والمشاركة، هناك حاجة ملحة للأسر والمعلمين للتوعية بالآثار الجانبية المحتملة وبذل الجهد لمساعدة الشباب على تحقيق توازن صحي واستخدام آمن لهذه الخدمات.
إقرأ أيضا:كتاب الشفرة الوراثية للإنسان
