الفرق الدقيق بين العفو والمغفرة، من منظور نفسي وديني، يكمن في عمق التأثير النفسي والروحي لكل منهما. العفو هو قرار شخصي يتخذه الفرد المتأثر بالخطأ، يهدف إلى القضاء على المشاعر السلبية مثل الغضب والإحباط، وهو عمل طوعي لمسامحة الآخر وإزالة الضرر النفسي الناجم عن الانتهاك. في الدين الإسلامي، يُعتبر العفو مسامحة داخلية وخروج من دائرة الاهتمام بما فعله الجاني. أما المغفرة، فهي عملية أكثر شمولية وأعمق تأثيراً، حيث لا تقتصر على عدم الشعور بالألم الداخلي فحسب، بل تتضمن التحرر الكامل من مشاعر الثأر والعقاب نحو من أساؤوا إلينا. المغفرة تتطلب وقتاً للتغلُّب على الأفكار والأفعال السلبية السابقة، وهي خطوة أبعد بكثير مما يقدمه العفو لوحده، حيث تساعد في الشفاء الحقيقي وتجديد العلاقات بإيجابية.
إقرأ أيضا:كتاب تعليم التفكير في الرياضيات: أنشطة إثرائيةإقرأ أيضا