جائحة الطاعون الدبلي، المعروفة باسم الوفاة السوداء، كانت كارثة بيولوجية غيرت ديموغرافية القارة الأوروبية بشكل دائم. هذا الوباء القاتل، الذي بدأ في آسيا وانتشر عبر طريق الحرير التجاري إلى أوروبا الشرقية، سرعان ما تحول إلى وباء عالمي. معظم المؤرخين يؤكدون أن الطاعون الدبلي قد قتل ما يقارب ثلث السكان الأوروبيين، وهو ما يعني أكثر من مليون شخص. ومع ذلك، تشير التقديرات الأخرى إلى أن الرقم قد يصل إلى نصف سكان بعض المناطق المتضررة بشدة. هذا يجعله واحدًا من أكثر الأمراض فتكًا في التاريخ الإنساني وأحد الأسباب الرئيسية لتغيير التركيبة السكانية العالمية خلال تلك الفترة الزمنية. التأثير الاجتماعي والاقتصادي للوفيات الجماعية كان هائلاً للغاية، حيث ترك العديد من الأعمال الزراعية بلا عمالة، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج الغذائي وارتفاع الأسعار. بالإضافة لذلك، أثرت الوفيات على مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأفراد بما في ذلك الكهنة والعاملين باليد والسادة والأرستقراطيين وغيرهم الكثير ممن شكلوا المجتمع آنذاك. كما ساهم الطاعون أيضاً في تغيير النظرة الاجتماعية للأمراض، حيث بدأ الناس يفكرون أكثر حول نظافة البيئة والتطهير ضد الجراثيم الضارة.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : بلعانيالفيضان العظيم كيف أسفرت جائحة الطاعون الدبلي عن مقتل ربع سكان العالم
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: