تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية هو موضوع معقد يتجلى في مكاسب وخسائر متداخلة. من جهة، تقدم التكنولوجيا فرصًا كبيرة لتحسين الصحة النفسية، حيث تُمكّن تطبيقات العلاج الافتراضي من الوصول إلى الخدمات الصحية النفسية في المناطق النائية أو للأفراد ذوي الموارد المالية المحدودة. كما يمكن للتفاعل الاجتماعي عبر الإنترنت أن يوفر شعورًا بالانتماء والإنجاز، مما يساعد الأفراد الذين يشعرون بالوحدة في العالم الواقعي. ومع ذلك، هناك جوانب سلبية لا يمكن تجاهلها. التعرض المستمر للشاشات الإلكترونية يمكن أن يزيد من مستويات الضغط والإجهاد النفسي بسبب المعلومات الزائدة وتوقعات التواصل الفوري. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تعزز مشاعر الوحدة والعزلة عندما يقارن الأشخاص حياتهم بواقع الآخرين المثالي المعروض على الإنترنت. كما تشير الأبحاث إلى أن استخدام الهاتف الذكي قبل النوم يؤثر سلبًا على جودة النوم، مما يؤثر بدوره على الصحة العقلية العامة. الأطفال والمراهقين هم الأكثر عرضة لهذه المشكلات، خاصة فيما يتعلق بتطور الدماغ وبناء العلاقات الشخصية الحقيقية. في النهاية، يبقى التأثير الصافي للتكنولوجيا على الصحة النفسية غير واضح تمامًا ويعتمد على كيفية استخدام الفرد للتكنولوجيا.
إقرأ أيضا:سعّاي (مُتسوّل)
