تأسست مدينة الدار البيضاء، المعروفة اليوم بالعاصمة الاقتصادية والثقافية للمغرب، في القرون الوسطى تحت اسم أنفا على يد قبائل من مملكة برغواطة. كانت المدينة في البداية مركزاً تجارياً بحرياً رئيسياً، حيث كانت تتبادل السلع مع البرتغال وإسبانيا. ومع ذلك، اشتهرت المدينة بنشاطها البحري غير الشرعي مثل القرصنة ضد السفن البرتغالية، مما أدى إلى غزو القوات البرتغالية وتدميرها. بعد فترة من الانكماش، تم إعادة ترميم المدينة بشكل كبير أثناء الحكم العلوي، حيث منحها السلطان سيدي محمد بن عبد الله اسم الدار البيضاء وبنى حصناً لحماية الجنود. أصبحت المدينة نقطة جذب مهمة للحرفيين والتجار منذ مطلع القرن التاسع عشر. في بداية القرن العشرين، استولت القوات الفرنسية على المدينة خلال ثورة مكلفة بسبب مطالب الشركة الفرنسية بالممتلكات الفلاحية والقوانين المستبدة. ظلت المدينة تحت الاحتلال الفرنسي حتى حصول المغرب على استقلالته الجزئي سنة 1912. بدأت مرحلة جديدة من التطور العمراني والبنيوي للمدينة، حيث تم توسيع الموانئ العملاقة بمعدلات عالية، مما جعلها مركز وصل حيوي بين أوروبا والعالم العربي والأفريقي. في العقود الأخيرة، اكتسبت الدار البيضاء أهميتها العالمية بصعود برج حسن وفتح آفاق واسعة أمام التعليم الجامعي والعلمي والديني، بالإضافة إلى دورها الريادي العالمي للإسلام الحديث.
إقرأ أيضا:الخط العربي المغربي الأصيل
السابق
فن التصوير رحلة سردية عبر الزمان والمكان
التاليتحديات التواصل الاجتماعي فهم ومعالجة عوائق الثقة والصراحة
إقرأ أيضا