في المناظرة بين شمس الدين اليعقوبي ومعالي بن عبد الكريم، تم تسليط الضوء على كيفية استغلال الأنظمة السياسية الحديثة لشعور المواطنين بالحرية الفردية. يشير اليعقوبي إلى مفهوم “حرية القيد”، حيث توفر الحكومات ظاهريًا حزمة كاملة من الحريات والأحكام القانونية لحماية حقوق الناس، ولكن في جوهر الأمر، تكون هذه الحرية مقيدة بقواعد غير ملموسة تدعم استقرار الوطن ومصلحة النظام. يتم تعزيز هذا الوضع من خلال الإجماع الثقافي وارتفاع مستوى قبول تقاليده وأعرافه الاجتماعية. من جهته، يعترف معالي بن عبد الكريم بالحاجة إلى الاستقرار، لكنه يحذر من أن التركيز الكبير على الحفاظ على الحالة الراهنة قد يقيد القدرة البشرية الطبيعية للتجديد والإبداع، وهو أمر حيوي للتحسين والتقدم الدائم. وبالتالي، يعكس النقاش صراعًا داخليًا بين حرية الفرد واحتياجات الدولة للمراقبة الذاتية وتحقيق العدالة الاجتماعية، حيث تسعى الأنظمة الحديثة لإنشاء كيان خاضع تحت ستار الحقوق الشخصية.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : خْشِتحكم الشعور بالحرية كيف تسعى الأنظمة الحديثة لإنشاء كيان خاضع تحت ستار الحقوق الشخصية
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: