تعرض قصيدة “المساء” لخليل مطران رحلة مثيرة للاهتمام عبر تفاعل الشرق والغرب في أسلوبه الشعري. حيث يتضح تأثر مطران بثقافة الشرق القديم من خلال استخدامه للمراجع التاريخية والدينية والعادات المحلية، وهو ما يعكس ارتباطه العميق بجذوره العربية والإسلامية. ومن ناحية أخرى، يكشف عن انفتاحه على العالم الغربي الجديد من خلال اعتماد أشكال شعرية حديثة وشخصيات مجازية متنوعة. ويتجلى هذا المزج بين الثقافتين في بنية القصيدة نفسها؛ فهي تعتمد الهيكل التقليدي للرجز الذي يعد جزءًا أصيلًا من التراث الشعري الشرقي، ولكنه أيضًا يحتوي على عناصر حرّة أكثر تشابهًا مع الأساليب الأوروبية السائدة حينها. علاوة على ذلك، يستغل مطران صورًا بيانية وصفية غنية للتعبير عن مشاعره تجاه تغير المناظر الطبيعية أثناء انتقال اليوم إلى الليل، وهي طريقة تجمع بين التجربة الذاتية والقوالب الأدبية القديمة والنفس البشرية العامة. بذلك، تقدم لنا قصيدة “المساء” نظرة ثاقبة لكيفية قدرة الفنانين العرب على دمج الماضي بالحاضر بطريقة مبتكرة وإبداعية.
إقرأ أيضا:كتاب بسائط علم الفلك وصور السماء- ما مدى صحة هذا الأثر، الذي ورد عن ابن عساكر: هل هو ثابت، وصحيح، ويُستدل به؟ الأثر هو: عن خالد بن الو
- نحن زوجتان لرجل معدد صالح -بارك الله فيه- وبفضل الله ثم لحرصه علی العدل ما استطاع في المبيت، والمكوث
- الإحسان إلى قريب كان يؤذي الأم هل يتنافى مع بر الأم المتوفاة وما جزاء الإحسان للقريب إذا كان لا يتنا
- ضفدع فيجي الأرضي العملاق
- هوتيلير دي فلِي