يتعرض دور الجامعات التقليدية لضغوط كبيرة بسبب التغيرات الجذرية في العالم الرقمي وتأثير جائحة كوفيد-19. هذا التحول لا يقتصر على تغيير الأساليب التعليمية فحسب، بل يشمل إعادة هيكلة كاملة للمنظومة الأكاديمية. من أبرز التحديات التي تواجهها الجامعات التقليدية هي المنافسة السريعة للتكنولوجيا، حيث تتيح المنصات الرقمية الوصول إلى كم هائل من المعلومات والموارد التعليمية مجانًا، مما يزيد من استقلالية الطلاب وقدرتهم على التعلم خارج حدود الحرم الجامعي. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت جامعات عبر الإنترنت تقدم شهادات معتمدة بمستويات تعليم عالية، مما يزيد الضغط على المؤسسات التقليدية. كما تواجه الجامعات تحديات مالية، حيث تكافح العديد منها مع زيادة نفقاتها التشغيلية بينما يواجه الطلاب قضايا تتعلق بتكاليف الرسوم الدراسية والكتب. علاوة على ذلك، هناك ضغط مستمر لإيجاد طرق فعالة لتخفيض هذه التكاليف والحفاظ على جودة التعليم. من ناحية أخرى، أصبح سوق العمل العالمي يطلب بشدة مهارات عملية ومتعددة الاستخدامات يمكن تطبيقها مباشرة بعد الانتهاء من البرنامج الأكاديمي، مما يجعل مواءمة الخبرات العملية ضمن البرامج الأكاديمية أحد أهم الأولويات حاليًا. على الرغم من هذه العقبات، توجد فرص كبيرة أمام الجامعات لمواجهة هذه التحديات من خلال الابتكار باستخدام التكنولوجيا، وتعزيز الشراكات المجتمعية والدعم العملي، ومراجعة السياسات الداخلية.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : الماكلة
السابق
أزمة الإبداع الأدبي عوامل ضعف أدب عصر المماليك
التاليالبنيوية التكوينية أساس نقدي متجدد للأدب
إقرأ أيضا