تعتبر عملية تدجين الحيوانات رحلة تطورية فريدة امتدت عبر قرون عديدة، حيث سعى الإنسان لتحويل الأنواع البرية إلى رفاق يمكن التحكم بهم واعتمادهم في حياته اليومية. تبدأ هذه الرحلة بتحديد أفراد ذوي سمات مرغوبة كالوداعة والاجتماعية نحو البشر، ثم تعرضهم المتكرر لهم لإحداث تغييرات في دوافع وسلوكياتهم. بمرور الوقت، يصبح هؤلاء الحيوانات معتمدين على مصدر الغذاء والأمان الذي توفره البشرية، ويتقبلون الأمر بالتدريج.
في المرحلة التالية، تتم تهجين الأجيال الناشئة وفق قدرتها على التأقلم مع البيئة الإنسانية والاستجابة للأوامر الأساسية. وبالتالي، ترتبط خصائص محددة بالسلالة الجينية المرتبطة بالعيش جنبا إلى جنب مع الناس، مما يدعم استدامة هذه السمات المرغوبة جينيًا. تشهد القطط المنزلية مثال بارز لهذا النمط من التدجين، إذ يُعتقد أنها كانت ضمن قائمة حيوانات المنازل منذ ما يقارب 9500 سنة قبل الميلاد.
إقرأ أيضا:كم تكلفنا الفرنسة؟ كيف نحسب خسائر انحراف السياسة اللغوية في منطقتنا؟كما لعب تدجين الثروة الحيوانية دورًا رئيسيًا في تقدم المجتمعات الزراعية والحضرية في مناطق الشرق الأوسط وآسيا أثناء العصر الحجري الحديث. لقد قدمت هذه الخطوة نقطة تحول