في المجتمع الحديث، يتجلى تضارب القيم بين العمل والأسرة بشكل واضح، حيث يجد الأفراد أنفسهم محاصرين بين متطلبات الحياة المهنية والمسؤوليات العائلية. من جهة، يُتوقع من الفرد أن يكون مخلصًا ومشاركًا في أسرته، وأن يسد احتياجاتها المادية والعاطفية. ومن جهة أخرى، يُطلب منه أن يكون متميزًا في عمله، وأن يتحمل مسؤولياته المهنية بشكل كامل. هذا التناقض يؤدي إلى ضغوطات كبيرة تؤثر على الصحة النفسية للأفراد، مما يزيد من انتشار اضطرابات مثل الاكتئاب والقلق. بالإضافة إلى ذلك، فإن المشكلات الاقتصادية مثل الفقر والبطالة تزيد من تعقيد هذه المعادلة، حيث يجد الفرد نفسه مضطرًا للعمل بشكل مستمر لتوفير الاحتياجات الأساسية لأسرته دون أن يتمكن من التخلي عن وظائفه. هذا الوضع يتطلب إعادة التفكير في القيم الأساسية التي يقوم عليها المجتمع، وضرورة إيجاد توازن بين الحياة المهنية والخاصة.
إقرأ أيضا:فرض الفرنسية والإنجليزية في المغرب كلغات تدريس للمواد التعليمية هدفه إقصاء المغاربة والحيلولة بينهم وبين طلب العلم والمعرفةإقرأ أيضا